المواطن/ كتابات – فهمي محمد سعيد الصبري
ليس ببعيدٍ أن يلد الوطن قاتليه؛ فاليوم وقبلها أمس، وصنعاء وقبلها صعدة، وتعز ومثلها مأرب؛ وكامل ترابك يا وطن…!
ليس ببعيدٍ أن نرى جماعاتٍ دينيةٍ تسوق لسياسات التجهيل والتعبئة الخاطئة في مجتمعٍ يسوده الجهل والتخلف؛ وتلك الجماعات هي لا تمثل الدين بقدر ما تخدم سياسات اللا دين (الغرب) مستخدمةً الدين “سُلّمًا” لهدم الدين بذريعة حمايته والدفاع عنه، والخفايا قد لا تبدو واضحةً على مجتمع مثل المجتمع اليمني ككل، وإنما قد يعرف ذلك شريحة كبيرة من المثقفين المستنيرين نتيجة لإجراء دراساتٍ للواقع المُعاش، وحجم التسلط الذي جعل من المثقف اليمني عاجز عن تقديم أبسط مشاريع البناء لمجتمع جاهل ينصب الجاهلون على هرم السلطة ويتجاهل المستنيرين فيه.
ومن الواقع درسنا أن تلك الجماعات في كل بقاع اليمن لا تخدم الدين ولا الوطن بقدر ما تخدم أهداف العولمة السلبية ونظرتها المتلذذة للسلطة ولو على حساب الدم الذي حرمه الدين الإسلامي الحنيف.
ففي صنعاء وكثير من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، نرى الكتب العلمية تحولت إلى كتب تعبوية، والمدارس والجامعات العلمية إلى مدارس لتكريس الأفكار الدينية المغلوطة، ونرى أيضًا تغريب وترهيب الكتب والمكتبات وتوظيفها لصالح تلك الجماعات ونشر الفكر الحوثي وتفخيخ مستقبل جيل بكامله في الأماكن الخاضعة لسيطرتهم.
وفي تعز ومدن عِدة قد لا تتفق الجماعات بالأهداف الظاهرية ولكنها قد تتفق في تفخيخ العقل اليمني وخدمة العولمة السلبية دون إدراك المجتمع لتلك الخطورة والتي قد تذهب بالبلاد إلى بحرٍ أحمر يسمى (الدم) وبحرٍ أسود يسمى (الظلم).
ففي تعز ازدادت مدارس تحفيظ القرآن واختفت مدارس تدبره، وفي تعز أيضًا وظفت الجماعات الدينية جيشٍ من العصابات الدينية المتنوعة بين حوثي وإخواني وسلفي وداعشي؛ للسطو على ممتلكات الفقراء وأموال الشعب المقهور؛ وبناء الجامعات والمدارس الفكرية الدينية والأهلية التي تفسر مضامين الدين حسب سياساتها ورغباتها بعيدًا عما جاء به الرسول ﷺ ؛ ومن تلك الأموال أيضًا بنت تلك الجماعات المستشفيات والمدارس والجامعات والمؤسسات والقنوات الإعلامية والعصابات والفنادق والفلل والمنح الدراسية؛ وكما أن تلك الجماعات في اليمن بشكلٍ عام سعت سعيًا حثيثًا لتلغيم عقول الطلاب بالغش والرشاوى والمجاملة، واستبعاد كل الأفكار التي تتنافى مع أفكارها.
والخطر الأكبر في اليمن هو أن نجد اختبارات بالشكل أدناه تعمل على القضاء على الدين وعلى مستقبل الطلاب التعليمي في اليمن؛ وكذلك سيتم على القضاء على ما تبقى من هذا الوطن.
#رسالة : إلى قيادة الشرعية وقيادة التحالف العربي التحرك الفوري لتحرير الوطن “علميًا” إن كانوا يحبوا هذا الوطن؛ ونرجو عدم إمدادنا بالعصابات وتمويلهم إن كانوا يحبوا هذا الوطن…
وفي الأخير أتمنى من كل الدول الراعية للعصابات داخل هذا الوطن أن تجمع شملها بدعم المشروع العلمي وإقامة دولة حسب التقييم العلمي كلٌ حسب تخصصه وترك ما سواه..